عن دار «السويدي للنشر والتوزيع» بالإمارات العربية المتحدة، صدر كتاب «ما رأيت وما سمعت من دمشق إلى مكة» لخير الدين الزركلي. وقد حرر الكتاب وكتب مقدمته مفيد نجم.
وكان الزركلي قد فر من دمشق بعد صدور حكم بالإعدام عليه إثر الاحتلال الفرنسي لدمشق مطلع العشرينات من القرن العشرين إذ حوكم غيابيًا بالإعدام وبحجز أملاكه، وقد تلقى الزركلي النبأ برباطة جأش وقال:
نذروا دمي حنقًا عليّ وفاتهم أن الشقـي بما لقيت سعيد
الله شاء لي الحياة وحاولوا ما لم يشـأ ولحكمه التأييد
والكتاب الذي نحن بصدده عبارة عن يوميات رحلة الزركلي من دمشق إلى مكة؛ جاء على الغلاف الأخير للكتاب "يتتبع الرحالة مسار رحلته، راويا أحداثها ووقائعها والانطباعات المتولدة عن مشاهداته في تلك المناطق، مستخدما السرد والوصف وفي بعض الأحيان مدونات من سبقه من الرحالة والباحثين".
أما محقق الكتاب مفيد نجم، فقد كتب في مقدمته "ثمة أهمية أخرى لهذه الرحلة التي كتبت بعد المدونات الكثيرة التي سبقتها، تتجلى في سعيها إلى التوثيق للعديد من الآثار الدارية أو التي تكاد، والتي شاهدها الرحالة أثناء تجواله في تلك الأماكن صعبة المسالك والطبيعة الوعرة، إدراكا منه للأهمية الخاصة التي تمثلها على صعد الكشف عن حقب معينة من تاريخ المكان والإنسان فيه".
والزركلي، بالإضافة إلى كونه مناضلا وطنيا، هو شاعر وأديب درس الأدب الفرنسي في ببيروت، ثم عمل مدرسا للتاريخ والأدب العربي فيها. وفي تلك الفترة، أصدر مجلة "الأصمعي" ثم أصدر جريدة "لسان العرب" التي جرى إقفالها.
وأثناء وجوده في مصر، أنشأ المطبعة العربية. وفي فترة إقامته في القدس، أصدر جريدة "الحياة"، التي قامت سلطات الانتداب البريطاني بتعطيلها. وبعد ذلك، أنشأ جريدة جديدة في يافا.
وقد اختير في عام 1930 في المجمع العلمي العربي بدمشق، ثم عضوا في المجمع العلمي العراقي وعين مستشارًا وسفيرًا لآل سعود بالمملكة العربية السعودية مما أتاح له التنقل في البلدان.
ومكنه من وضع كتابه الماتع الفريد في هذا الزمان كتاب " الأعلام" وهو موسوعة في علم التراجم تحاكي موسوعات الإمام الذهبي، حتى أصبح كتاب الأعلام اليوم لا غنى عنه لطالب علم؛ كان الزركلي كتلة من النشاط؛ جاب العالم الإسلامي وكتب مشاهداته ورؤيته في تطور الأمة ونهضتها، مما جعل لذكرياته ومذكراته طعم خاص
المصدر: الشرق الأوسط العدد 11370 بـ\\\"تصرف\\\"